المقالات

التطبيب عن بُعد: تقليص الحواجز لتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية

أغسطس 2023
التطبيب عن بُعد: تقليص الحواجز لتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية
يشهد دور التطبيب عن بُعد تنامياً في قطاع الرعاية الصحية نتيجة للمزايا العديدة التي يوفرها للمرضى ومقدمي الخدمات على حدٍ سواء؛ خاصًة وأن توظيف التقنيات الرقمية يُقلل الحواجز ويُحسن من نتائج المرضى، لاسيما بالنسبة لسُكان المناطق النائية أو البعيدة عن الخدمات.

وقد اكتسب هذا البديل الأكثر أمانًا وملاءمة لنماذج الرعاية التقليدية زخمًا في العقود الأخيرة، وشهد نموًا ملحوظًا خصوصًا خلال فترة انتشار جائحة كوفيد-19 وجهود الحكومات في جميع أنحاء العالم لتقليص الإصابات. وبالمثل، قدمت مملكتنا ممثلة في وزارة الصحة عدة أشكال من التطبيب عن بعد كبدائل للاستشارات الشخصية في العيادات، حيث تم إطلاق أكثر من 19 تطبيقًا للهاتف المحمول بما في ذلك: "صحة" و"موعد" و"توكلنا" و"تباعد" و"تطمن" وغيرها، وذلك من أجل توفير الخدمات الصحية عبر الإنترنت لمستخدمي الهواتف الذكية، الذين يشكلون 96٪ من السكان.

 

ومن المبادرات الرئيسية الأخرى لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية لمن لا يمكنهم التواصل عبر الإنترنت، تخصيص خدمة الرقم 937، وهي خدمة هاتفية مجانية وسرية توفر خدمات الرعاية الصحية الطبية والإدارية على مدار الساعة.  وأظهرت دراسة حديثة زيادة كبيرة في الوعي باستخدام الرقم 937 للتواصل عبر الهاتف في المملكة العربية السعودية، مع وجود اختلافات غير ذات دلالة إحصائية بين الفئات السكانية قبل وأثناء جائحة كوفيد-19، حيث ارتفعت نسبة الوعي من 46٪ في السابق، ليصل إلى 78٪ إبان فترة الجائحة، وشهدت زيادة في استخدام الخدمة من 42٪ إلى 48٪، ما يشير أيضًا إلى تطور قطاع الرعاية الصحية وفق أهداف رؤية السعودية 2030 لتقديم خدمات عالمية المستوى والتأسيس لمجتمع صحي وحيوي.

 

يُحّسن التطبيب عن بُعد من فرص الحصول على الرعاية الصحية لمجموعة واسعة من الحالات السريرية التي تتفاوت بين السكتة الدماغية ووصولاً إلى الحمل. كما يساعد التطبيب عن بُعد في التغلب على الحواجز الجغرافية عبر ربط المرضى في المناطق النائية أو التي تقل فيها الخدمات بمقدمي الرعاية الصحية على بعد أميال، وتقليل عبء السفر وزيادة وصول الرعاية إلى المرضى الذين قد يواجهون تحديات في الحصول على الرعاية الطبية بسبب العمر أو الإعاقة. كما يقلل التطبيب عن بُعد من تكاليف الانتقال حيث لن يحتاج المرضى إلى السفر إلى العيادة أو المستشفى. كما يساهم التطبيب عن بُعد في تقليل التكاليف الإجمالية للرعاية الصحية من خلال تمكين مقدمي الخدمات من العمل بكفاءة أكبر، ما يقلل من الحاجة إلى الزيارات الشخصية والإقامة في المستشفى.

 

وهنالك أربعة أنواع من خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، وهي: النوع المتزامن حيث يتصل المرضى ومقدمو الرعاية بشكل مباشر مع الأطباء إلكترونيًا. والنوع غير المتزامن، حيث يتم نقل التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك صور الأشعة السينية والبيانات الرقمية الأخرى إلى الأطباء، ومراقبة المريض عن بُعد وهو نوع يوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة عالية التقنية للمرضى الذين يعانون من حالات مرضية مُزمنة لتمكين الأطباء من توفير الرعاية التي يحتاجون إليها بصورة منتظمة، أما النوع الرابع فهو التطبيقات عبر الأجهزة الذكية التي تُشجع على اتباع سلوكيات وأنماط الحياة الصحية.

 

وتشمل بعض التحديات التي تواجه التطبيب عن بُعد توفير بنية تحتية رقمية موثوقة وآمنة، ويتضمن ذلك الاتصال بالإنترنت عالي السرعة والبروتوكولات الآمنة لنقل البيانات وتدابير الأمن السيبراني القوية لحماية بيانات المرضى.

وبإمكان التطبيب عن بُعد إحداث ثورة شاملة في قطاع الرعاية الصحية في حالة تمكن مقدمي الخدمات من مواجهة التحديات الناتجة عنه، لذلك تسعى مجموعة إبراهيم المانع للاستفادة من أحدث التقنيات في هذا المجال والعمل على دعم أهداف قطاع الصحة في المملكة من خلال العمل مع شركائها العالميين لتقديم أفضل الحلول داخل المملكة.

العودة إلى صفحة الأخبار